في شعره، ويحمل ذلك عنه في الآفاق، فتختلط أشعار القدماء، ولا يتميز الصحيح منها إلا عند عالم ناقد، وأين ذلك؟! ".
تعرض لبحث هذه الرواية المستشرق (تشارلس لايل) في مقدمة "المفضليات"، فقال: "ربما دخل في هذه الرواية شيء من التحريف، وإذا فرضنا صحتها، كان من واجبنا ألا ننسى أن حمّاداً كان معاصراً للمفضّل، وربما كان أصغر سناً منه، وكان المفضل -بلا شك- عالماً واسع الاطلاع، وكان أكثر كفاية لإظهار أي شعر مصنوع، ثم إن الرواة من العرب الذين يقال: إن حمّاداً قد زوّر فيما رواه عنهم، لا يفوت المفضّل أن يكون قد تلقى منهم هذه المحفوظات. وقصارى ما تدل عليه تلك الرواية: أن حمّاداً زاد في الأشعار العربية ما يماثلها في اللغة والعواطف. وإذا كان الحال هكذا، فكيف نستطيع الحكم على هذا الشعر بالانتحال؟ هذا الحكم لا يتيسر إلا لرجل عرف الأصل، وأدرك المنحول، ومن ذا يكون أدرى بذلك من المفضل؟! ".
* قصيدة الحطيئة في مدح أبي موسى:
ذكر المؤلف قصة حمّاد في دخوله على بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، وإنشاده إياه قصيدة للحطيئة في مدح أبي موسى، وقول بلال له: ويحك! يمدح الحطيئة أبا موسى، ولا أعرف ذلك، وأنا أروي شعر الحطيئة! ولكن دعها تذهب في الناس.
وقال في (ص ١٢١): "وقد تركها حمّاد، فذهبت في الناس، وهي في ديوان الحطيئة. والرواة أنفسهم يختلفون، فمنهم من يزعم أن الحطيئة قالها حقاً".