للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تَنْهَضُ الأوطانُ مِنْ كَبَواتِها ... إلَّا على أَيْدٍ تَفيضُ سَخاءَ

ما سادَ قَومٌ أُشْرِبُوا شُحّاً وإِنْ ... بَلَغُوا السّماءَ شَجاعَةً وذَكاءَ (١)

أَمِنَ المُروءَةِ أَنْ ننُادَى للَّتي ... فيها النَّجاةُ ولا نُجيبُ نِداءَ

نبغِي النَّجاةَ ولا جِهادَ كَمُدْنَفٍ ... يَبْغي الشِّفاءَ ولا يُسيغُ دَواءَ (٢)

إنْ تَحْسَبوا البُخلاءَ أَحْياءَ وَهُمْ ... صُمُّ المسامِعِ تَظْلِموا الأَحياءَ

لَوْ قِيلَ مَنْ مِثْلُ الحِجارةِ في الوَرى ... لم أَعْدُ في تَمثيليَ الْبُخَلاءَ

بَسَطَ الْيَهُودُ إلى اليَهودِ كُفَّهُمْ ... بِالمالِ مِنْ بَيْضاءَ أَوْ صَفْراءَ (٣)

ومَتى أَرى قَوْمي قَدِ اسْتَبَقوا العُلا ... بِسَخَاءِ كَفٍّ يَكْشِفُ الَّلأْوَاءَ (٤)

[بعض أمراضنا الاجتماعية (٥)]

أَيَعودُ للشَّرْقِ الحَماسَةُ والإِباءُ ... فَتَعودُ عِزَّتُهُ ويَبْتَهِجُ الْعَلاءُ؟

قالوا: استَقَامَ الشَّرْقُ وَهْوَ يسيرُ في ... نَهْجِ الفَلاحِ وفي عَزيمَتِهِ مَضاءُ


(١) الشح: البخل مع الحرص.
(٢) المدنف: الذي أثقله المرض. ساغ الدواء: سَهُلَ مدخله في الحلق.
(٣) البيضاء: الفضة. الصفراء: الذهب.
(٤) اللأواء: يقال: لأواء العيش: شدته، وفي الحديث الشريف: "من كانت له ثلاث بنات، فصبر على لأوائهن، كنَّ له حجاباً من النار".
(٥) قصيدة الشاعر يدعو بها إلى الإصلاح الاجتماعي، محذراً من الإلحاد والدعايات الخبيثة، ونشرت في مجلة "الهداية الإسلام" - الجزأين الأول والثاني من المجلد الرابع عشر.