أن نرى الأزهر يحمل لواء صناعتي الشعر والنثر باليد التي يحمل بها ألوية سائر العلوم الأدبية.
وملاك النبوغ في علم الأدب: كثرة ترديد النظر على المنشات البليغة، ثم تربية ملكات النظم والإنشاء والنقد، وأخذها بالتمرين العملي حيناً فحيناً.
وتزداد هذه الملكات قوة بإلقاء المحاضرات، وعقد المناظرات، وارتجال الخطب على أعين الناس. وقد دلت خطبتا الأستاذين الداعيين إلى هذا الاجتماع: أن القصد من إقامته النظر في تأليف رابطة أدبية تعمل لترقية الأدب ونفاق سوقه؛ فإن الكتابة والخطابة والشعر هي المظهر العملي لتلك العلوم التي نقضي في دراستها أعواماً، وقد جُرِّبت فكانت أنجح الوسائل إلى إيقاظ الأمة والنهوض بها حتى تبلغ الغاية من حريتها، وتنفي قذى المهانة عن ساحتها.
فنشكر حضراتكم أيها السادة الداعون إلى هذا الاجتماع، والمتفضلون بإجابة الدعوة إليه، ونسأل الله تعالى أن يتولى سعيكم النبيل بالتوفيق، وما بعد توفيق الله إلا الظفر بحسنى العواقب والنجاح.
* كلمة في تأبين الفقيد الشيخ محمد عبد المطلب (١):
الله أكبر! حياة كانت عامرة بالعمل المجيد، وطويت طي السجل للكتاب، تلك حياة فقيد الدين والأدب الأستاذ الشيخ محمد عبد المطلب، سكنت أنفاسه وحسامُه مخضب بدم الجهاد في سبيل الحق، فلم يمت على فراشه ملقي السلاح كما يموت ضعيف العزيمة، أو مزلزل العقيدة، بل كان
(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الرابع من المجلد الرابع. كلمة الإِمام في حفل تأبين المرحوم الشيخ محمد عبد المطلب الوكيل الأول لجمعية الهداية الإِسلامية.