أصله من الجالية الأندلسية التي فرت بدينها من عدوان الإسبان سنة ١٠٠٩، وكان سلفه بالجزيرة من حماة الثغور ينتسبون إلى أبي القاسم أحمد ابن يحيى محمد بن عيسى بن منظور القيسي عالم "إشبيلية" وقاضيها المتوفى سنة ٥٢٠، وبعد جلائهم نزلوا بقرية "الجديدة" قرية خربة الآن على بعد بضعة أميال من "قرنبالية" تبعد عن مدينة تونس بنحو خمسين ميلاً، ولا تزال قبورهم معروفة هناك بضريح صالح يدعى:"سيدي سليمان"، والمهاجر الأول منهم يدعى: الحاج محمد، وتسلسل من نسله ستة من المحمديين خامسهم صاحب الترجمة.
ولد صاحب الترجمة ببلدة "سليمان" التي هاجر إليها قومه بعد خلاء قريتهم، واستوطنوها، وهي بلدة أنيسة، جميلة الموقع، حسنة المناخ، تبعد من مدينة تونس بنحو ٣٠ كم، وكانت ولادته عام ١١٥٠ أيام ولاية والده قضاء تلك البلدة وما يليها من شنة جزيرة شريك.
وكان أبوه من جلة العلماء المشاركين في حركة التجديد العلمي بتونس
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء السابع من المجلد الثاني الصادر في ذي الحجة ١٣٤٨.