للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحية المقام النبوي ومناجاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - (١)

" من قصيدة ألقاها أمام المقام النبوي سنة ١٣٣١ هـ"

أُحَيِّيكَ والآماقُ تُرْسِلُ مَدْمَعا ... كأَنّيَ أَخدو بالسَّلامِ مُوَدِّعا (٢)

وما أَذمُعُ البُشْرى تَلوحُ بِوَجْنَةٍ ... سِوى ثَغْرِ صَبًّ بالوِصالِ تَمتَّعا

وَقَفْتُ بِمَغنًى كانَ يا أشْرَفَ الوَرى ... لِطَلْعَتِكَ الحُسْنى مَصيفًا ومَرْبَعا (٣)

فَذا مَوْقِفٌ لا مَسْتُ فيهِ بأَخْمُصي ... أَجَلَّ مِنَ الدُّرِّ النَّضيدِ وأرْفَعا (٤)

وذلِكَ مَرْقًى كُنْتَ تَصْدَعُ فَوْقَهُ ... بِما حازَ في أقْصى البَلاغَةِ مَوْقِعا

وذاكَ مُصَلًّى طالَما قُمْتَ قانِتًا ... بِهِ، وَيقومُ الصَّحْبُ خَلْفَكَ خُشَّعا (٥)

وذي حُجْرةٌ كانَ الأمينُ يَؤُمُّها ... بِوَحْيٍ فَكانَتْ للشَّريعَةِ مَنْبَعا


(١) ديوان الإمام محمد الخضر حسين "خواطر الحياة".
(٢) الآماق: جمع المأق: مجرى الدمع من العين.
(٣) المغنى: المنزل. المصيف: المكان يقيمون فيه صيفاً. المربع: الموضع يُقام فيه فصل الربيع.
(٤) الأخمص: القدم، أو ما لا يصيب الأرض من باطن القدم.
(٥) القانت: القائم بالطاعة، الدائم عليها، والمصلي.