واستدل الأستاذ بالآيات القرآنية، ولم يذكر أن القرآن معجزة؛ لأنه بسبيل نفي المعجزة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أجمع المسلمون على أنه معجز للخلق كافة، وقد صرح القرآن نفسه بأنه معجز، فقال تعالى:{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء: ٨٨]. وقال تعالى:{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}[البقرة: ٢٣].
وتحدث الأستاذ من المنهج الجديد، وقال:"بطلت الحاجة إلى المعجزات، وقام مقامها حكم العقل، وسلطان العلم والنظر، وبذلك تمت الآية الكبرى لمحمد بن عبد الله".
إن الإِسلام انتشر، وقبلته الطبائع البشرية الشافعية، وهم يطالعون في كتب الأئمة المحدثين والفقهاء والمتكلمين معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -، والأحكام التي جاء بها، فلا تزيدهم إلا إيماناً واطمئناناً. وقوله تعالى:{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}[الإسراء: ٥٩]، قد يراد بالآيات: الزلازل، والرعد القاصف، والبرق الخاطف؛ لأنه يذكر بحوادث الساعة، وقد يراد بالآيات: المعجزات؛ لأنه ينشأ عن مشاهدتها إنذار بأن عذاب الله في الآخرة لمن لم يذعن بها.