للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدعاية ووسائل التأثير في الأفكار بأيديهم؛ فإن يد الله فوق أيديهم، وإن عشرة من دعاة الحق يغلبون آلافاً من دعاة الباطل، وإنما يظهر الباطل عند غيبة الحق؛ أي: عند غيبة من يجدّ ويثبت في إعلاء كلمة الحق.

ومما يقوي أملنا في وصولنا إلى الغاية الشريفة التي نرمي إليها: أن الذين بعثوا هذه النهضة الدينية المباركة من خمولها، هم شباب من طلبة الجامعة المصرية وغيرها من المدارس العليا، وشبان يتولون اليوم أعمالاً في دائرة الحكومة، فإذا سار هؤلاء الشبان الموفقون بجانب شيوخ درسوا شؤون الاجتماع، وتقلبت بهم التجارب أطواراً، وآثروا رضاء الله على منافعهم الشخصية، فهناك نرى النصر المؤزر، ونرى هداية الله في سمو وإشراق.

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: ١١٠].

* الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية (١):

كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كتاباً يقول فيه:

"إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ"، فجمع عمر الناس ليستطلع رأيهم فيما يكون به التأريخ، فقال بعضهم: أرّخ بالمبعث، وقال بعضهم: أرّخ بالهجرة، فقال عمر: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها".

يقول عمر بن الخطاب: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل"، وهذا إشارة منه إلى المزية التي استحقت بها الهجرة أن تكون مبدأ التأريخ العام في الاسلام؛


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء السابع والثامن من المجلد الرابع عشر. احتفلت جمعية الهداية الإسلامية في مساء يوم السبت ٣٠ من ذي الحجة ١٣٦١ هـ بذكرى هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهذه كلمة الافتتاح للإمام.