العتيقة، فتقدموا في مناوأة الدين ومباهتته شوطاً واسعاً.
ولما أسرف هؤلاء في التهجم على الدين الحق، وحاربوه في خطة مكشوفة، أخذ الشعور الذي يهتز وينمو في نفوس الخاصة والعامة من المسلمين، حتى اتقد في نفوس شباب موفقين، وقام بعض دعاة الإصلاح يفكرون في وسائل يدافعون بها عن الحق، ويردون بها هؤلاء الجاحدين على أعقابهم، فسعوا في تأليف جمعيات، وإصدار مجلات، وكان في مقدمة هذه الجمعيات والمجلات جمعية الهداية الإسلامية ومجلتها.
فخطة جمعيتنا ومجلتنا: الجهاد في إعلاء كلمة الحق، والرد على هؤلاء المنكرين والإباحيين على طريقة آداب البحث، وقوانين المنطق الصحيح.
الجمعية -بعد هذا- تعمل لتهذيب الأخلاق، وإصلاح شؤون الاجتماع، وتبذل مجهوداً كبيراً في ترقية اللغة العربية، وفي الاحتفاظ بها حفظ القرآن الكريم، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي ذلك صيانة الدين الحق، والشريعة الغراء.
هذه أغراض الجمعية، ونحن في حاجة ملحة إلى من يؤازرنا عليها، ويرافقنا في طريق الوصول إليها، وإنما تقوم الأعمال الجليلة، وتدرك الغايات النبيلة، بالتعاون والتعاضد، واعلموا أن أفراداً قليلين ملئت قلوبهم غيرة على الحق، وإخلاصاً يثبتهم على الذود عنه، خير من كثير يتظاهرون بالغيرة، وأفئدتهم منها هواء.
أيها السادة! إن هدى الله في خطر، وقد أصبحنا محاطين بشياطين الإلحاد والإباحية من كل جانب، ولو قلت: قد أصبحت الضلالة، وتقويضُ أركان الشريعة السمحة يأتيان من حيث كنا نرجو المناصرة، لم كن مخطئاً، فليكثر هؤلاء الزائغون، وليدعوا ما شاؤوا من أمثالهم إخوان الشياطين، ولتكن مظاهر