للرحلة أثر في ثراء الأدب لا يقل عن أثرها في ثراء العلم، فكم من قصيدة لا ينظمها الشاعر إلا حين يعزم على الرحلة لإلقائها بين يدي ملك أو وزير أو وجيه، مثل قصيدة:
أدرك بخيلك خيل الله أندلُسا ... إن السبيل إلى منجاتها درسا
فإن صاحبها أبا عبد الله بن الأبار الراحل من الأندلس قد نظمها استنجاداً لأمير تونس، وألقاها بين يديه.
ومما يرجع الفضل فيه للرحلة: ذلك الشعر الوارد في التشويق إلى الوطن، أو الأهل، أو الإخوان، ومن هذا الباب: قول محمد بن يوسف الدمشقي يتشوق إلى دمشق وهو ببلاد الروم:
بعادٌ يزيد الجوى والحنينا ... وبَيْنٌ يعلّم قلبي الأنينا