للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القصة رواها صاحب "الأغاني" (١)، وساقها (مرغليوث) في الغرض الذي ساقها إليه المؤلف، والقصيدة مروية في ديوان الحطيئة، وقد شرحها في جملة الديوان أبو سعيد السكري، وتعرض لسبب إنشاد الحطيئة لها. وصاحب "الأغاني" بعد أن ذكر قصة بلال وحمّاد، قال: وذكر المدائني: أن الحطيئة قال هذه القصيدة في أبي موسى، وأنها صحيحة، قالها فيه، وقد جمع جيشاً للغزو، فوصله أبو موسى، فكتب إليه -عمر - صلى الله عليه وسلم - يلومه على ذلك، فكتب له: إني اشتريت عرضي منه بها. ولما ولي بلال بن أبي بردة، أنشده إياها حمّاد الراوية، فوصله أيضاً. والمدائني هو أبو الحسن علي بن محمد الذي قال عنه أبو العباس ثعلب: من أراد أخبار الإِسلام، فعليه بكتب المدائني (٢).

فالجمحي والمدائني كانا في عصر، وقد اختلفت روايتهما في قصيدة الحطيئة، فهل كان ترجيح المؤلف لرواية الجمحي قائماً على موازنة وروية؟ أم هو تقليد (مرغليوث)، والحرص على تكثير وقائع الانتحال؟!.

* قصة حمّاد مع المهدي:

قال المؤلف في (ص ١٢١): "وكان يونس بن حبيب يقول: العجب لمن يروي عن حمّاد، كان يكسر، ويلحن، ويكذب. وثبت كذب حمّاد في الرواية للمهدي، فأمر حاجبه، فأعلن في الناس أنه يبطل رواية حمّاد".

أورد (مرغليوث) قصة حمّاد مع المهدي في هذا السياق، وقدح في صحة هذه القصة المستشرق (تشارلس لايل)؛ بأن حمّاداً توفي سنة ١٥٥،


(١) (ج ٢ ص ٥٠).
(٢) "الأنساب" للسمعاني.