من نظارة الصحة العمومية القيصرية قدوراً من الألمنيوم (معدن أبيض كالفضة)؛ لأن من خواص هذا المعدن: أنه لا يفسده حامض ماء البارود، ولا يتضرر من حامض الكبريت، إلا إذا مسه مراراً متعددة، ثم إن ما يجتمع من مائه لا يسري إلى جسم الإنسان بضرر ذي بال، والقدور والأواني التي تصاحب العساكر، إنما تؤخذ من هذا المعدن؛ لخفة حمله، وقلة أذيته.
وفي الفنادق الشهيرة -ما عدا الساعات المنبهة المتداولة- آلة تلصق في الجدران المحاذية للسرر بحيث تنالها يد المضطجع، فيستعملها للإفاقة من النوم في وقت معين، فتصدح في الوقت نفسه بصوت رخيم يستمر أمداً طويلاً، أو لا ينقطع إلا إذا أسكتتها يد بتحويل وضعها.
* الديانة:
ينتحل معظم الشعوب الألمانية مذهب البرتستانت. وأول من أطلق لذلك الشعوب في العقائد، ولم يأخذ عليها في تقاليدها (فريدريك الكبير)، فخففت ولايته فتناً كانت التعصبات الاعتقادية تنفخ في جمراتها.
وصرّح بعض أساتيذهم بمزية القرآن في الدعوة إلى التوحيد الخالص، وفهمت عنه أن لدلائله وأساليبها، إذ أصبحت ترجمته تسعى بين أيديهم، أثراً في تأييد الاعتقاد بوحدة الإله. ومما أخذوه في شعار الديانة: أنْ رسموا في منطقة كل عسكري جملة تعريبها: (الله معنا). ويغلب على فلاسفتهم التمسك بما يدينون، ولا يمرقون إلى الإلحاد مثل كثير من فلاسفة أوريا الغربية. فأشهر فلاسفة الألمان (كنت) المتوفى في أوائل القرن التاسع عشر، قد تعرض في تأليفه المسمى:"انتقاد العقل الخالص" للاستدلال على وجود الخالق، وهذا التأليف أعظم كتاب يعتمد عليه فلاسفتهم.