كان العرب قبل البعثة المحمدية في ظلمات من العقائد الزائغة، والمزاعم الساقطة، والعادات المستهجنة، والأعمال المنكرة.
أما زيغ العقائد، فقد كانوا على ملل ونحل حائدة عن السبيل - منهم: الدهرية الذين لا يؤمنون بإله يدبر العالم، وينكرون البعث والحساب فما بعدهما. ومنهم "الثنوية": الذين يقولون بإلهية النور والظلمة، ومنهم: عبدة الأصنام، وعباد القمر، وعبّاد الشمس، وعبّاد الكواكب؛ كالثريا، والشعرى، والدبران، وعبّاد النار، وعبّاد الملائكة، وعبّاد الجن، ومنهم: الصابئة، الذين يعظمون الكواكب، ويعتقدون أن لها أثراً في الحوادث الكونية. وكانت اليهودية في قوم، والنصرانية في آخرين، وقد طرأ على هاتين الديانتين تحريف بعد بهما عن الصراط المستقيم.
وأما المزاعم الساقطة، فإنهم كانوا يتعلقون بخيالات وآراء مزرية؛
(١) مجلة "الهداية الإسلامية) - الجزآن السابع والثامن من المجلد الثاني والعشرين، رجب وشعبان ١٣٦٩ - والأجزاء من التاسع إلى الثاني عشر من رمضان إلى ذي الحجة ١٣٦٩. وطبعت في رسالة مستقلة لأول مرة سنة ١٩٣٣ م، ثم أعيد طبعها مرات.