وقدمت المجلة البحث بقولها: لفضيلة الأستاذ الجليل العالم النحرير المعلم الكبير الشيخ محمد الخضر بن الحسين مكانة سامية في العلم والأدب، وله قلم سيّال وقوة شاعرية، فقد جمع -أبقاه الله- لغزارة العلم المقدرةَ على الكتابة والتحرير، وصوغ القريض، وهذا لعمر الحق! مما يندر وجوده. كل التونسيين -لاسيما أبناء الكلية الزيتونية عمّرها الله- مجمعون على الاعتراف بمزايا الأستاذ وفضائله الجمّة، وآثاره العالية، ولهم نحوه من الإجلال والتوقير ما عزَّ أن يكون لغيره. كانت حياة الأستاذ مدة إقامته بربوع الوطن المفدى كلها خير ونفع. باشر التدريس بجامع الزيتونة متطوعاً ومدرساً، وأقرأ كتباً جمة. وانتفع عليه خلق كثير لا تكاد تخلو قرية أو حي من تلاميذه ومريديه. وأصدر مجلة "السعادة العظمى" التي عاشت ما يناهز العامين، وكانت حافلة بالفوائد، ومباحث الإصلاح النافعة. وتولى قضاء مدينة "بنزرت، زمناً ما، فكان مثال العفة والعدالة الشرعية. ثم رأى أن لا قدرة له على تحمل هذا العبء الثقيل =