للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقف ذوو البصائر منهم على كنه الروح الذي يتماسك به العمران، ولا ينهض شعب أو يملك حياة مستقلة إلا إذا ضرب فيه بأشعته، شعروا بحق القيام على تدبير شؤونهم بأنفسهم، وأخذوا ينشرون تلك المبادئ الشريفة والتعاليم المحكمة بين أمم كانت تعثو في الأرض فساداً، وتخوض في الباطل خوضاً، إلى أن كان ما أدهش العقول عن فتوحات نسخت ليل الجهالة، وجعلت آية العلم الصحيح مبصرة.


= الذي كادت تخرجه القيود الإدارية عن الصبغة الشرعية، فاستعفى، وانقطع بعد ذلك إلى التدريس والتأليف.
ومن أعماله الجليلة: قيامه بمسامرات مفيدة جداً، منها مسامرة "اللغة العربية" قد طبعت، ومنها مسامرة "الحرية في الإسلام" وقد طبعت أيضاً. كما طبعت له رسالة في "الدعوة إلى الإصلاح".
ثم ارتحل إلى البلاد المشرقية، وزار المدينة المنورة، وأقام مدة بالديار الشامية تصدى فيها لنشر العلم، وكانت له حظوة سامية، ثم رجع إلى الوطن وفي نفسه عزيمة الهجرة، فمكث مدة ما، رجع فيها إلى التدريس بالجامع الأعظم، ونشر في "جريدة الزّهرة" الغراء رحلته، وقد راعى في كتابتها ظروف الزمان والمكان، فلم يطلق لقلمه العنان. ثم سافر الأستاذ الجليل إلى الديار الشرقية، وانقطع لبث العلم والدعوة إلى الإصلاح.
ثم كانت الحرب العظمى، فأظلم الأفق بيننا وبينه.
ولما انقشعت سحبها المظلمة، ضاعت لنا أفكار أستاذنا المحبوب من ناحية الكنانة، فرأينا جرائدها ومجلاتها طافحة بنفثات يراعه، وها نحن نزف اليوم لقرائنا الكرام هذا المقال الجليل الذي يدل على مقدرة الأستاذ، وتبحره في أسرار الشريعة الحنيفية السمحاء، وفي الأمل أن نمتع قراءنا في المستقبل بِنُبذ من مباحث الأستاذ النافعة -إن شاء الله-.