للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"مقامات الهمذاني"، و"أطباق الذهب" لعبد المؤمن الأصفهاني، و"مقامات الزمخشري"، و"الأدب الصغير" لابن المقفع، وكتاب "أحسن ما سمعت" للثعالبي، ونجز طبعها. ثم ترجم كتباً لم تبرز في عالم الطباعة مثل: "الأدب الكبير" لابن المقفع، ومقدار الربع من "معجم البلدان" للبلاذري.

وربما طبع الكتاب والرسالة بلسانها العربي، وعلّق عليها بعض بيانات بلسانه الألماني، مثل: "شرح ابن الأنباري لمعلقة زهير"، و"شرحه لمعلقة عنترة"، ورسالة "المذكر والمؤنث" لابن جني، ورسالة "في بقايا الأشياء" لأبي هلال العسكري. وكان هذا الأديب يحاورني في كثير من معاني الأبيات، أو الحكم المنثورة، وربما تعاطى الترجمة في أثناء قيامه بالوظيفة العسكرية، وبمثل هذه التراجم القديمة والحديثة كان للسان العربي -كما قال أحد أساتيذهم- أثر في رقي آداب اللغة الألمانية. ويشهد بصحة ما قاله ذلك الأستاذ أن أشهر شعرائهم (كيتي) المتوفى سنة ١٨٣٢ نظم قصيدة إبراهيم - عليه السلام - في أسلوب فلسفي، وصرح أنه اقتبسها من القرآن الكريم. والمعروف عندهم من هذا الشاعر المستشرق: أنه كان يحترم الإسلام، ويعترف بحكمته.

* عنايتهم باللسان العثماني:

ليست عنايتهم بالعربية لهذا العهد بأوسع من وجهتهم المصروفة في اللسان العثماني، فقد نبأني أحد المعلمين في مدرسة الألسنة الشرقية: أن المتلقين للسان العثماني هذه الآونة، يناهز عددهم (٢٠٠)، بعد أن كانوا في السنين الماضية لا يتجاوزون نصف العشر من هذا المقدار، ولبعض العثمانيين دروس خاصة، يتلقاها عنهم في إدارة الأخبار الشرقية ملأ من الألمان.