وإن للرسول شفاعة مقبولة في المؤمنين المستحقين للعقوبة، وإن الخلفاء الأربعة، ومعاوية، وطلحة، والزبير، وأم المؤمنين عائشة على هدى، وإنهم لم يختلفوا في الأصول، وإنما اختلفوا في الفروع، فأدى اجتهاد كل واحد منهم إلى شيء.
والمعروف أن المالكية والشافعية على مذهب الأشعري في العقائد، ذكر هذا ابن السبكي في "طبقات الشافعية"، فقال: لا يرى مالكي إلا أشعرياً، وقال: إن غالب الشافعية أشاعرة، لا يستثنى إلا من لحق منهم بتجسيم أو اعتزال ممن لا يعبأ الله بهم.
* الماتريدية:
منسوبون إلى أبي منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي (١)، وهو من أصحاب الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -، ومن المعروف أن أبا حنيفة تكلم في أصول الدين، وكان يسميه: الفقه الأكبر، وله فيها الكتاب المسمى:" الفقه الأكبر"، ولأبي منصور الماتريدي شرح على هذا الكتاب. فمذهب الماتريدية قائم على الأصول التي قررها الإمام أبو حنيفة.
وبين الماتريدية والأشاعرة خلاف في مسائل معدودة لا تتجاوز ثلاث عشرة مسألة، منها: اختلافهم في السعادة والشقاوة، فهما عند الأشعري مقدرتان في الأزل لا يتغيران ولا يتبدلان؛ لأن السعادة هي الموت على الإسلام، والشقاوة الموت على الكفر، وقال الماتريدية: إن السعادة هي
(١) نسبة إلى "ما تريد" محلة بسمر قند، وكانت وفاته - رحمه الله - سنة ٣٣٣، ومن مؤلفاته كتاب "التوحيد"، وكتاب "رد أوائل الأدلة" للكعبي، وكتاب "بيان وهم المعتزلة"، ورد كتاب "وعيد الفساق" للكعبي.