شأنه ألا ينحل غيره شعراً، ويقتل خبره جحوداً، حتى لا يجد له الرواة -على شدة تحسسهم- أثراً.
* الحديث عن القسم الثاني من القصيدة:
تحدث المؤلف عن القسم الثاني من قصيدة امرئ القيس.
وقال في (ص ١٤٧): "فهذا النحو من القصص الغرامي في الشعر فن عمر بن أبي ربيعة، قد احتكره احتكاراً، ولم ينازعه فيه أحد، ولقد يكون غريباً حقاً أن يسبق امرؤ القيس إلى هذا الفن، ويتخذ فيه هذا الأسلوب، ويعرف عنه هذا النحو، ثم يأتي ابن أبي ربيعة، فيقلده فيه، ولا يشير أحد من النقاد إلى أن ابن أبي ربيعة قد تاثر بامرئ القيس، مع أنهم قد أشاروا إلى تأثير امرئ القيس في طائفة من الشعراء في أنحاء من الوصف، فكيف يمكن أن يكون امرؤ القيس هو منشئ هذا الفن من الغزل، الذي عاش عليه ابن أبي ربيعة، والذي كون شخصية ابن أبي ربيعة الشعرية، ولا يعرف له ذلك؟ ".
يقع تشابه بين شعرين، فيدعي المؤلف أن الشعر المعزوّ إلى المتقدم منحول: نحله بعض من تأثر بالشاعر المتأخر. وإذا قلت: لماذا لا يكون الشاعر المتأخر اقتدى في ذلك الأسلوب أو الفن بالشاعر المتقدم؟ قال لك: لو كان السابقَ إلى هذا الفن امرؤ القيس، لأشار أحد النقاد إلى أن ابن أبي ربيعة تأثر بامرئ القيس، وحيث لم يبلغه أن ناقداً أشار إلى هذا التأثر، كان القسم الثاني من "قفا نبك" منحولاً: نحله بعض المتأثرين بشعر عمر ابن أبي ربيعة.
الرواة يتلقون هذا القسم من القصيدة على أنه شعر امرئ القيس، فإذا