بُعث الرسول الأعظم - صلوات الله عليه - بالدعوة إلى الإصلاح الذي تصل به الأفراد والأمم إلى الحياة الطيبة في الدنيا، والسعادة العظمى في الأخرى، ونواحي هذا الإصلاح ترجع إلى العقائد والأخلاق، والعبادات المقربة إلى الله - جلّ جلاله -، والمعاملات الجارية بين الناس.
وهناك ناحية أخرى هي: تنقية النفوس من المزاعم الباطلة، والتعلق بالعادات المستهجنة، قد اتجهت إليها دعوة الرسول الذي نحتفل بذكرى ميلاده في هذه الليلة المباركة، وهذه الناحية هي التي نقصد أن نلقي فيها كلمتنا الموجزة:
بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجد العرب في ظلمات من الجهالة، ومن هذه الظلمات: ظلمة التخيلات الزرية، والعادات الممقوتة، فأقبل ينبه على بطلان هذه التخيلات، وقبح ما ابتني عليها من العادات، حتى نبذها المسلمون بحق، وبمثل هذا كانوا خير أمة أخرجت للناس.
وبسط الحديث عن هذه المزاعم والعادات يستدعي مقاماً أوسع من
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" -الجزء العاشر من المجلد العاشر الصادر في ربيع الثاني ١٣٥٧ - ١٩٣٨. محاضرة الإمام في احتفال جمعية "الهداية الإسلامية" بذكرى المولد النبوي المجيد في مساء يوم الخميس الثاني عشر من ربيع الأول ١٣٥٧.