يوجد مع كل شرطي سِفْر في ضمنه أسماء الشوارع والحارات والمحلات الشهيرة؛ مثل: دوائر الحكومة، والمعاهد العلمية، فيستعين به في أداء وظيفته، ويهدي به من عمي عليه السبيل من السائلين، ويحمل ميزان المائعات (أريوميتر)، فيزن ما يجده عند الباعة من حليب ونحوه، فإذا عرف فيه خلطاً، أراقه، ويراقب الشرطي الغرباء وغيرهم، ويتتبعهم بالملاحظة حيثما تقلبوا. كنت ذات يوم ماراً في جادة من العاصمة، فلقيني شرطي، وناولني مكتوباً أُرسل إلي من طرف إحدى الجمعيات، وانصرف من غير أن يسألني عن اسمي.
ومن تراتيب إدارة الشرطة: أن أصحاب البيوت أو الخانات إذا نزل عندهم أحد، قدموا إليها ورقة تحتوي على اسمه وبلاده، وعمره وحرفته، ثم إن الدائرة تطلب الشخص نفسه لتنظر في حالة، وتطلع على رخصة سفره إن كان من بلاد أجنبية.
ومن شواهد اعتناء إدارة السكة الحديدية بالشؤون المتعلقة بها، وأخذها فيها بطريق الحزم، أن ضاعت مني ورقة القطار الشهرية بين "برلين" وقرية "فنزدورف"، فبقيت ثلاثة أيام أسافر بورقات يومية، ولما جئت في اليوم الرابع إلى مقطع الأوراق، أقبل عليّ أحد العاملين في الإدارة، وقال لي: ضاعت منك ورقة شهرية، وقد عثرنا عليها، ثم صعد إلى محل الإدارة، وناولني إياها، وكان وجه العجب أني لم ألقِ إليهم خبرها من قبل، ولم أضع عليها اسمي؛ ذهولاً عما جرت به عادتهم.
* العقوبة البدنية:
لا يجيزون العقوية البدنية إلا لمن سجن في جناية تنزع شرفه، ويخاطب