تجري كلمة العدل على الألسنة، وهي تنطوي على أشياء لا يتحقق معنى العدل إلا بمراعاتها.
لا يمكن للقاضي أن يعدل في القضية إلا إذا استمع إلى المتداعين بقلب حاضر، وكان من البينات التي يستند إليها في الحكم على بصيرة، وإلى هذا أشار عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في رسالة القضاء بقوله:"فافهم إذا أُدلي إليك".
ومن العدل بين الخصمين: أن يسوي بينهما في مجلسه حيث يجلسان أمامه على سواء، ولا يخص أحدهم بإقباله، وإلى هذا أشار عمر بن الخطاب بقوله:"وآسِ بين الناس في مجلسك ووجهك".
ولا يأخذ العدل مكانه إلا أن يتخلص القاضي من عوامل شأنها أن تصرفه عن تحقيق معنى العدل، وتسلبه ما يسمونه: الاستقلال في القضاء.
أولها: أن لا ينظر عند الفصل في القضية إلى اتجاه الرئيس الأعلى، ولا يبالي أيرضى عن حكمه أم لا يرضى؟.
ثانيها: أن لا يجعل للعاطفة عند الحكم أثراً، فلا ينظر عند الحكم
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الحادي عشر والثاني عشر من المجلد التاسع عشر.