ولما تزوج الرشيد زوجته العثمانية، أعجب بها، وكان كثيراً ما يتمثل بهذين البيتين.
ويتلخص لنا من هذا البحث: أن طيب الحياة ومتعتها يتحققان في زوجية سعيدة، وسعادة الزوجية أن يكون كل من الزوجين على خلق سمح، وأدب بهيج، ويجمع إلى ذلك: صفاء الود، والنصح لصاحبه، حاضراً كان أو غائباً. والزوج والزوجة يمثلان في تقارنهما شطري البيت من الشعر، والبيت من الشعر لا يحسن وقعه في النفوس، وتتهاداه الألسن والأسماع إلا أن يكون شطراه منسجمين، يسعد أحدهما الآخر في تأدية المعنى الذي صيغا من أجله، وكذلك الزوجان، لا تزدهي حياتهما إلا إذا انسجما، وقام كل منهما بنصيبه من حقوق الزوجية، وظلا يعيشان في منزل ظِهارته المهابة، وبِطانته الصيانة.