للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الأول]

* ملخص الباب:

تعرض المؤلف في فاتحة هذا الباب إلى معنى الخلافة، وأورد ما قاله بعض علماء الإِسلام في تعريفها، وأردفه بنقل كلمات أهل العلم في الحثّ على نصح الخليفة، ولزوم طاعته، وأضاف إليها كلمة من خطبة تعزى لأبي جعفر المنصور (١)، وصاغ خلال ذلك، وعقب ذلك جملاً صوّر بها منزلة الخليفة في نظر المسلمين؛ بزعم أنها منتزعة من تعريفهم للخلافة، أو مما يقولونه في الندب إلى طاعة الأمراء، ولم يتمالك بعد هذا أن طالب المسلمين بأن يبينوا له مصدر تلك القوة التي أفاضوها على الخليفة، وخرج في البحث إلى دعوى: أن للمسلمين في سلطة الخليفة مذهبين:

أحدهما: أنها مستمدة من سلطان الله.

وثانيهما: أنها مستمدة من الأمّة.


(١) عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، أبو جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني العباس، ولد في الحميمة قرب معان (٩٥ - ١٥٨ هـ = ٧١٤ - ٧٧٥ م)، توفي بمكة المكرمة، ودفن في الحجون، وقال في خطبته المشار إليها: "أيها الناس! إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده، وحارسه على ماله، أعمل فيه بمشيئته وإرادته، وأعطيه بإذنه" "العقد الفريد" (الجزء الرابع ص ١٦١).