الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها المسلمون!
في مثل هذا اليوم المبارك من حجة الوداع خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين الأولين، وكانوا بشهادة الله لهم خير أمة أخرجت للناس، فأعلن فيهم بدء حياة جديدة، يتناسون فيها ما كان بينهم من إحن وشحناء، وترات وبغضاء، وتعامل بما لا يرضي الله، واختلاف بالباطل على الأموال، وتعامل بالربا، وخروج عن سنن الإسلام إلى سنن الجاهلية. وبذلك جدد فيهم الأخوة والمحبة، والتعاون على الخير، والتعامل بشرع الله وأخلاق الإسلام، وجعل ذلك نظاما لأمته جميعاً، من حضر منهم تلك الخطبة النبوية العظيمة، ومن غاب عنها. وقد فعل ذلك بأمر من الله، ولذلك أشهد الله على ما فعل، وأمر الذين شهدوا خطبته وسمعوا مقالته أن يبلغ الشاهد الغائب.
(١) مجلة "الأزهر" الجزء الأول -المجلد الخاص والعشرون، غزة المحرم ١٣٧٣ هـ - سبتمبر أيلول - ١٩٥٣ م. حديث أذيع من دار الإذاعة المصرية.