للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدّمَة الإمام محمّد الخضر حسين

نهضت الأمم الشرقية فيما سلف نهضة اجتماعية ابتدأت بطلوع كوكب الإسلام، واستوثقت حين سارت هدايته سيرها الحثيث، وفتحت عيون هذه الأمم في طريقة الحياة المثلى.

سادت هذه النهضة، وكان لها الأثر الأعلى في الأفكار والهمم والآداب، ومن فروعها: نهضة أدبية لغوية جعلت تأخذ مظاهرها العلمية لعهد بني أمية، واستوت على ساقها في أيام بني العباس.

أمسِكْ بيدك كتب التاريخ والأدب ملتمساً الحقيقة بذكاء موزون، وقلب سليم، فلا أحسبك تصدر عنها إلا بنفس مطمئنة لإِجلال أولئك الذين درسوا أدب اللغة، وخاضوا في فنونه، فأمتعوا البحث، وكانوا القدوة الحسنة في حسن التصرف وحكمة البيان.

تمتع الشرق بنهضته الاجتماعية والأدبية حقباً، ثم وقف التعليم عند غاية، وأخذ شأناً غير الشأن الذي تسمو به المدارك، وتنمو به نتائج العقول، فإذا غفوة تدبّ إلى جفون هذه الأمم، ولم تكد تستفيق منها إلا ويد أجنبية تقبض على زمامها.

هبَّ بعض أولي الحكمة منا يقلبون وجوههم في العلل التي مست أمم الشرق، فقعدت بهم سنين عدداً، وبعثوا أقلامهم من مراقدها تصف