مما يُفضَّل به إنشاء الكلام، فيقع من النفوس أحسن موقع، ويؤثر فيها تأثيراً بليغاً، تذييله بفقرة أو بيت أو شطر على جهة الاستدلال على ما قبله أو على جهة التمثيل، تقريراً للمعنى الأول وتأكيداً لمفهومه، ويسمَّى الكلام الجامع أو إرسال المثال.
وممن سبق إلى هذا النوع الأغر، وحجَّل به مقاطع قصائده ونهاية فصولها زهير، ومن ذلك ما تمثل به في آخر معلقَّته:
"أمن أمّ أوفي دمنةً لم تكلَّمِ"
ثمَّ عُني به من المولدين "أبو الطيِّب المتنبي"، فولع به وأخذ به قريحته حتى أحرز قصبات السبق دون أقرانه.
قال "أبو منصور الثعالبي" في كتابه "يتيمة الدَّهر" عند ترجمة المتنبي:
"ليس اليوم مجالس الدَّرس أعمر بشعر أبي الطيّب من مجالس الإنس، ولا أقلام كتاب الرسائل أجرى به من ألسن الخطباء في المحافل، ولا لحون القوّالين والمغنيّين أشغل به من كتب المؤلفين والمصنّفين".
ولا ينبغي الإسراف منه والاستكثار من إيراده عقب كل فصل، ولكن
(١) العدد الثاني عشر - المصادر في ١٦ جمادى الثانية ١٣٢٢.