للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلمع به في بعض الفواصل دون بعض خوف السآمة والملل، فإن النفوس لا ترتاح لما يرد عليها من أفانين الكلام، إلا إذا غشيها على فترة وكانت زيارته غباً.

وفي كتاب الله من هذا المهيع البديع والنموذج الذي تُنسج عليه الحكم ما تندهش له العقول الراسية، وقد عقد له "جعفر بن شمس الخلافة" في كتاب "الآداب" باباً يخصه.

وروي أن بعضهم كان يستخرج أمثال العرب والعجم من القرآن، فقيل له: "أين تجد في كتاب الله من جهل شيئاً عاداه؟ " قال: "نعم في موضعين، قوله: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} [يونس: ٣٩] وقوله: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف: ١١] "، وقيل له: "هل تجد ليس الخبر كالعيان؟ " قال: "في قوله: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: ٢٦٠] "، وقيل له: "هل تجد فيه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟ " قال: "في قوله: {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} [يوسف: ٦٤} "، وقيل له: "هل تجد فيه للحيطان اَذان؟ " فقال: "في قوله: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة: ٤٧] "، وقيل له: "هل تجد فيه من أعان ظالماً سُلِّط عليه؟ " قال: "في قوله: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج: ٤] "، وقيل له: "هل تجد فيه لا تلد الحية إلا حية؟ " فقال: " {وَلَا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: ٢٧] "، وقيل له: "فهل تجد فيه كما تدين تدان؟ " قال: "في قوله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣] " وقيل لآخر: "أين تجد في القرآن أن المحب لا يعذب حبيبه؟ " قال: "في قوله تعالى: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} [المائدة: ١٨] الآية".