للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولأبي الطيب وغيره من فرائد هذا النوع ما تحُلَّى به الرسائل، وتُرصَّع به أحاديث المحاضرات على اختلاف أغراضها وتنوع مشاربها، نحو:

إذا لم تكن نفسُ النسيبِ كأصلهِ ... فماذا الذي تُغني كرامُ المناصبِ

والغِنى في يدِ اللئيمِ قبيحٌ ... قَدْر قُبحِ الكريمِ في الإِملاقِ

وما منزلُ اللّذاتِ عندي بمنزلٍ ... إذا لم أُبجَّل عندَه وأُكرَّمِ

وما كلُّ هاوٍ للجميلِ بفاعلٍ ... ولا كلُّ فعالٍ له بمتمِّمِ

وإنَّ ابن أختِ القومِ مُصفىً إناؤه ... إذا لم يُزاحِم خالَه باب جِلد

فتىً إن يرضَ لم ينفعكَ شيئاً ... فإنْ يغضبْ عليك فلا تبالِ

وإذا لم يكنْ من الموتِ بدٌ ... فمن العجزِ أن تكونَ جبانا

وأشرفُهم من كان أشرفَ هِمةً ... وأكثرَ إقداماً على كلِّ مُعظَم

إنما تنجحُ المقالةُ في المرءِ ... إذا وافقتْ هوىً في الفؤادِ

وإذا الخنا حلَّ الحيا من معشرٍ ... ورأَيتَ أهلَ الطيشِ قاموا فاقعدِ

وللسرِّ مني موضعٌ لا يَنالُه ... نديمٌ ولايُفضي إليه شَرابُ

يَرى الجبناءُ أن العجزَ عقلٌ ... وتلك خديعةُ الطبعِ اللئيمِ

وكلُّ شجاعةٍ في المرء تفنى ... ولا مثلُ الشجاعة في حكيمِ