إلى قرابة أحد الخصمين له، أو لصداقته، فيقضي له، أو ينظر إلى عداوته، فيحكم عليه.
ثالثها: أن لا يقيم لاتجاه الجمهور وزناً، فيحرص على أن يصدر حكمه بما يرضي الجمهور؛ لينال ثناءهم؛ كمن يتعمد الحكم للضعيف على القوي، أو للفقير على الغني، حكماً بغير حق؛ ليصفه من لا يعرف حقيقة القضية بأنه حاكم عادل.
رابعها: أن يكون طاهر اليد، نقي القلب، فلا يستهويه الحرص على متاع الحياة إلى أن يحكم لمن أدلى إليه برشوة.
وقد يدخل الخلل في الحكم، فلا يصاغ في قالب العدل، إذا تعاطى القاضي الحكم في حال اضطراب فكر، وقد نبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذا بقوله:"لا يقضي القاضي وهو غضبان".
ويلحق بالغضب: كل ما يحدث في الفكر قلقاً؛ كمرض، أو موت عزيز.
ومن متممات العدل في الحكم: أن ينفذ الحكم بحزم، قال عمر بن الخطاب في رسالة القضاء:"وأنفذ إذا تبين لك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له".
والقاضي العادل هو الذي يعترف بخطئه متى قضى بغير حق، ويعمل لإصلاح ما أخطأ فيه، قال عمر - رضي الله عنه - في رسالة القضاء:"لا يمنعك قضاء قضيته اليوم، فراجعت فيه عقلك، وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق؛ فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل".