للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَهَذِي تَحايا الوِدِّ والْبَرَكاتِ ... أَمِ الرَّوْضُ يُهْدي أَطْيَبَ النَّفَحاتِ؟

وهذا رَقيمٌ لَوْ بَدَوْتُ لَخِلْتُهُ ... وَقَدْ جادَ بالإِيناسِ لَحْظَ مَهاةِ (١)

أَجَلْ هُو شِعْرٌ يَحْمِلُ الأُنْسَ مِنْ رُبى ... بلادٍ بِها قَضَّيْتُ صَدْرَ حَياتي (٢)

ذَكَرْتُ رُبى المرْسى الأَنيقَةِ والصَّبا ... تُذيعُ شَذا أَزْهارِها الْبَهِجاتِ (٣)

وَسَامِرَ آدابٍ حِسانٍ كأَنَّه ... راتِعُ ما بالقاعِ مِنْ ظَبِياتِ (٤)

ورَوْضَةَ عِلْم كُنْتُ أَجْني ثِمارَها ... وأَرْشِفُ مِنْها أَعْذَبَ اللَّهَجات (٥)

فَيا مُذْكِري عهْداً طَوَتْهُ يَدُ النَّوَى ... وأَذْكَتْ له في مُهْجَتي حَسَراتِ

أُحَييِّكَ مِنْ مِصْرٍ تَحِيَّةَ والِدٍ ... تَبرُّ بِهِ الآصالَ والْغُدواتِ (٦)


= مثابة تحقيق، ومهبط حكمة ... وعنوان تدقيق ونبع عظات
وروضة حسن قد تفتق زهرها ... وفاح فأحيا لي ربيع حياتي
جزاك إله العرش أفضل ما جزى ... به ناصحاً عن نافع الخدمات
ولا برح اللطف الخفي يحفكم ... وأنتم لدين الله خير حماة
(١) الرقيم: الكتاب. بدوت: خرجت إلى البادية. اللحظ: باطن العين. مهاة: البقرة الوحشية.
(٢) يقصد الشاعر: تونس حيث ولد وعاش صدر حياته بها.
(٣) ربى: جمع ربوة: ما ارتفع من الأرض. المرسى: بلدة جميلة في ضواحي العاصمة تونس. الصبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش. تذيع: تظهر.
(٤) السامر: مجلس السفار. المراتع: واحدها المرتع، وهو مكان اللهو. القاع: أرض سهلة مطمئنة انفرجت عنها الجبال والآكام. ظييات: واحدها الظبية: وهي أنثى الغزال.
(٥) الروضة: عشب وماء، ويريد بها الشاعر جامع الزيتونة الذي تلقى فيه العلم.
(٦) تبرّ: تصدق. الآصال: واحدها الأصيل، الوقت بعد العصر إلى المغرب. =