محمد علي النجار، المدرس بكلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، وكان الشيخ الخضر -يومئذ- يتولى مشيختها.
أما المجموعة الثانية، فما زالت مخطوطة، وإن كان كثير منها منشوراً في الصحف، ويقال: إنها أعدت للطبع، ولكن وفاته حالت دون ذلك، فعسى أن ترى النور مع بقية مؤلفاته الأخرى غير المطبوعة، وأن يتولى ذلك بعض تلاميذه أو أصدقائه، وما أكثرهم في جميع الأقطار (١)!.
* خواطر الحياة:
يقع ديوانه في (٢٠٧ صفحة) من الحجم المتوسط، ويحتوي على زهاء مئة وثمانين قصيدة ومقطوعة، وهو قصير النفَس في معظم شعره؛ إذ أن كثره مقطوعات لا تتجاوز الأبيات الخمس إلا نادراً .. على أن هناك قصائد مطولة تصل إلى أربعين بيتاً. ونادراً ما تصل إلى ثمانين أو مئة، كما في موشحه (صقر قريش).
وتدور أغراض شعره بين الوطنيات، والإسلاميات، والرثاء، والوصف، والدعوة إلى النهوض والتحرر من ربقة الجهل والتخلف والحكم الأجنبي، مع عدد من قصائد الوجدان، ثم الإخوانيات.
وإذا نحن أخرجنا الإخوانيات من باب المديح، على اعتبار أنها عواطف مودة وأخوة صادقة، وليست من باب التملق أو الارتزاق بأي حال من الأحوال، فإن شعر الخضر حسين يكون قد خلا من المديح، كما هو
(١) ذكر محب الدين الخطيب أن للشيخ ديواناً آخر (في الحكمة والخواطر التي تحوم حول الحق والخير)، وضعه بعد استقالته من مشيخة الأزهر، انظر: مجلة "الأزهر" (م ٢٩ ص ٧٤٤).