وجامع الزيتونة، ومفخرةً للمغرب الإسلامي كلِّه" (١).
وقد كان الرجلُ -إلى جانب كل ما ذكرنا- مُفَسِّراً للقرآن الكريم -كما تشهدُ بذلك آثارهُ-؛ إذ كانت أغلبُ آثاره تتصل بالعلوم الدينية مباشرة، وكانت الطاغيةَ على شخصيته الثقافية؛ مما يجعل آراءَه في المجال الديني تستحق بحثاً مفصلاً، وخاصة: تفسيره للقرآن الكريم. والمُتَمَعِّنُ في إنتاج الخضر حسين في التفسير يُدْركُ -دونَ عناءٍ- أهميةَ منهجه في التفسير، واستقلاليتَه عن التفاسير السابقة والمعاصرة له، والحديثُ عن الشيخ محمد الخضر حسين مفسراً من خلال تفسيره "أسرار التنزيل"، وبقية آثاره يقتضي منّا التركيز على المسائل التالية:
أولاً: إنتاجه في التفسير.
ثانياً: مصادره في تفسير القرآن الكريم.
ثالثاً: منهجه في تفسير القرآن الكريم.
ولكن -باعتبار أنَّ ثقافةَ المفسِّر، واتجاهاتِه الفكريةَ، وما يسود عصرَه من علوم ومناهجَ واتجاهاتِ وأحداث مختلفة، ينعكس غالباً على تفسيره- يجدر بنا أن نقف على بيئته، وتكوين شخصيته، ومختلف المراحل التي مرَّ بها في حياته.
والشيخُ محمد الخضر حسين صورةٌ عن عصره الثقافي، والبيئات المختلفة التي تقلَّبَ فيها؛ حيث وُلد في بلدة "نفطة" بالجنوب الغربي التونسي
(١) علي الرضا الحسيني (الإمام محمد الخضر حسين بأقلام نخبة من أهل الفكر) -مقال محمد الخضر حسين ذلك الجندي المجهول- بقلم عبد القادر سلامة - الدار الحسينية للكتاب، ط ١/ ١٩٩٢/ م ص ١٤٦.