للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَغَيْرُكَ مُشْتاق إلى صاحِبٍ لَهُ ... حِجا كَسِراجِ الْكَهْرُباءِ لَمُوح (١)

صَديقُكَ ثاني السَّاعِدَيْنِ وَرَأيهُ ... لِرَأْيِكَ في كُلِّ الأُمورِ كَفيحُ (٢)

وَما الخُلْفُ في الآراءِ بَيْنَكُما سِوَى ... دليلٌ على أَنِ الوِدادَ صَريحُ

وَما هُوَ كالخُلْفِ الَّذي يَسْتَثيرُهُ ... عِنادٌ وَرَأْيٌ بِالصَّوابِ لَقوحُ (٣)

أَلا خَلياتي مِنْ حِوارِ مُعانِدٍ ... يَقولُ لِسانُ الأَعْجَمِيِّ فَصيحُ

وَما وَعْدُ عُرْقُوبٍ بِيثرِبَ مُخْلِفاً ... ولا ماءً في أَرْضِ الْعِراقِ يَسيحُ (٤)

وطَلْعَةُ ذي الوَجْهَيْنِ وَضَّاحَةُ السَّنا ... وَطائِرُ مَنْ يَلْقى الْبَسُوسَ سَنيحُ (٥)

وُيطْري الَّتي تَلْهو وتُرْجِئُ غَزْلَها ... إلى أَنْ تَرى نَجْمَ الشِّتاءِ يَلوحُ (٦)

أَعِنْدَكَ بُرْهانٌ يَروضُ مُجادِلاً ... يَميحُ مَعَ الأَهْواءِ حَيْثُ تَميحُ! (٧)


(١) الحجا: العقل والفطنة. لموح: من لمح البرق والنجم؛ أي: لمع.
(٢) الكفيح: الكفؤ والنظير.
(٣) اللقوح: الناقة الحلوب، والمعنى هنا: الرأي المنتج.
(٤) عرقوب: رجل يثربي كان يضرب به المثل في الكذب والخلف، وفيه إشارة إلى البيت:
وعدت وكان الخلف منك سجية ... مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
(٥) البسوس: امرأة هاجت بسببها الحرب المنسوبة إليها بين بكر وتغلب أربعين سنة، حتى ضرب بها المثل في الشؤم، يقال: "أشأم من البسوس".
(٦) تلميح إلى البيت:
إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة ... سهيل أذاعت غزلها في القرائب
(٧) يميح: يمشي يتبختر.