للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يقرعوا به أسماع التلاميذ المسلمين الذين يلقي بهم آباؤهم الغافلون تحت سيطرتهم.

ولم يقفوا عند هذا الحد، بل تجاوزوه إلى اصطياد نفوس الشبان والفتيات بوسائل تنكرها العقول، ولا تبيحها أي شريعة أو قانون، وما أكثر الحوادث التي يأتونها من هذه الطرق الممقوتة! ولولا أن حادثة يوسف أفندي عبد الصمد حفت بأحوال اقتضت إذاعتها, لذهبتْ كما ذهب غيرها من حوادثهم مطوية على ما يلتهب له قلب الإنسانية جزعاً.

إن الخطر -يا صاحب الدولة- عظيم، وترك هؤلاء المبشرين يطعنون الدين، ويفسدون القلوب، فتنة لا تصيب من يقع تحت أيديهم من الأطفال خاصة، وإنما هي روح سامة ينفخونها في جسم الأمة؛ ليقطعوا أوصالها، ويلقوا بها في حفرة من البلاء بعد أن أنقذنا الله منها، وإذا كان لموعظة أهل العلم أثر في قلوب قوم يعقلون، فيكفون عن توجيه أبنائهم إلى تلك المدارس، فإن من تأخذهم زهرة الحياة الدنيا, ولا يتدبرون العواقب، غير قليل.

لجمعية الهداية الإِسلامية -يا صاحب الدولة- أمل تضعه بين يدي رئيس حكومة دينها الرسمي الإِسلام، هو: أن تحموا البلاد من هذه الفتن، وتضعوا تلك المدارس تحت مراقبة وزارة المعارف، وتتخذوا التدبير الحازم في منعهم من التعرض لعقيدة التلميذ المسلم، أو إلزامهم له بأداء شعائرهم النصرانية، فإن وجهتم همتكم إلى هذا الباب من الفساد فأغلقتموه، كانت هذه الهمة مظهراً من مظاهر يقظة الدولة، وبقيت في الناس كلسان يعبر عن حكمة تدبيركم، ويستدعي جزيل شكركم، وتفضلوا -يا صاحب الدولة- بقبول عظيم الاحترام.

والسلام عليكم ورحمة الله.