ما عهد بكم من العلم والفضل والغيرة على المصالح الوطنية، قد انتخبكم المجمع العلمي العربي عضو شرف فيه؛ للاستعانة بآرائكم السديدة، واختباراتكم الثمينة، فالمرجو أن تتكرموا بقبول ذلك".
وعاد صاحب الترجمة إلى إلقاء دروس دينية وعربية في المدرسة العثمانية، وهي أكبر مدرسة أهلية بدمشق، ثم عينته الحكومة لدرس صناعة الإنشاء والخطابة بالمدرسة العسكرية، وعينته وزارة المعارف مدرسَ العلوم الدينية بالمدرسة السلطانية "مكتب عنبر"، وبعد تعيينه هذه الوظيفة ترجح لديه السفر إلى مصر، فلم يتمكن من مباشرتها.
ولقي صاحب الترجمة من علماء دمشق وأدبائها وفضلائها سائر أيام إقامته بها حفاوة واحتراماً، ولما عزم على الرحيل منها، كتب إليه صديقه خليل مردم رئيس الرابطة الأدبية رسالة يذكر فيها أسفه على الفراق، وفي صحبتها قصيدة أومأ في الرسالة أن تكون كالرَّتيمة وتذكار الود والصداقة. فبعث إليه صاحب الترجمة بالأبيات الآتية:
ما النجمُ تجري بهِ الأفلاكُ في غَسَقٍ ... كالدُّرِّ تقذِفُه الأقلامُ في نَسَقِ
لقد سلوتُ محيّا البدْرِ إذ طلعتْ ... عقيلةُ الطِّرْسِ والأجفانُ في أَرَقِ
وكنتُ أرشُفُ من مجرى بَلاغَتِها ... راحًا فيهدَأ ما في الجأْشِ من قَلَقِ
تخشى إذا أفصحتْ عمّا توهَّج مِنْ ... حماسةٍ أن تَشُبَّ النارُ في الوَرَقِ