الجمعية إنما هو بالحديث عن جهادها، واستقامة سيرتها، وسمو غايتها، وهذا الحديث في معنى ذكر مقاصد حضرات أعضاء الجمعية، وما يقومون به من جلائل الأعمال.
فبرحلتي ازداد أهل البلاد السورية خبرة بأن في مصر شيوخاً وشباباً يعتزون بالدين الحنيف، ويقدرون اللغة العربية، ولا يبالون في سبيل إعلاء كلمة الحق، ورفع شأن لغة القرآن، أن يجاهدوا بأموالهم وأقلامهم، وبكل ما يملكون من قوة.
فما أحرى هذه الحفلة أن تكون حفلة تكريم لحضرات أعضاء الجمعية وأصدقائها الذين يؤازرونها بمعارفهم ومنشآتهم وجاههم، ونفوذ كلفتهم، وإذا لم تسمَّ هذه الحفلة حفلة تكريم أعضاء جمعية الهداية وأصدقائها، فإنها لا تصلح إلا لهذا الاسم، ذلك أن نصيبي من العمل في الجمعية لا يزيد على عمل أي عضو من أعضائها، ولو بمثقال ذرة.
ولكن إخواني الذين وضعت يدي في أيديهم للنهوض بأعباء الدعوة إلى الحق، يبالغون في حسن الظن بي، فيرون الصغير من عملي كبيراً، وربما عدوا في حساب عملي أعمالاً جليلة لم تكن إلا وليدة آرائهم وأيديهم.
وإذا اغتبطت بشيء في الحياة، فإنما أغتبط بالعمل مع أمثال هؤلاء الرجال الذين يعملون في سكينة، والإخاء الصادق أو البنوة البارَّة تملأ ما بين جوانحهم.
وإذا كان من المناسب أن أذكر لحضراتكم على وجه المثل أثراً من آثار دعوتهم الحكيمة الحازمة، فهو أن كثيراً من طلاب العلم في المدارس العالية وكليات الجامعة، قد اتصلوا بالجمعية ليتعرفوا حقائق الدين وآدابه من محاضراتها،