طبيعة القائمين على العلوم الإسلامية متى غاصوا على أسرارها، وأحسنوا النظر في تطبيقاتها.
وإذا كنا نخشى على شعب أن يتهافت في غير هدى، فلا بد أن يكون ذلك الشعب غير الشعب المصري؛ فإن لهذه المعاهد والمدارس العلمية الدينية نوراً يفرق بين الجد واللهو، ويقطع دابر كل باطل يصاغ في زخرف القول غروراً.
إن في مصر حياة علمية راقية، وروحاً إسلامية بالغة، هما اللتان يبعثان النبهاء من شبابنا إلى السعي في إنشاء جمعيات إصلاحية، تعمل لغاية واحدة، هي الأخذ بأيدي الأمة إلى حيث تعيد مجدها، وتملك عزتها، وما هذه الجمعيات إلا جند يجاهد في سبيل العلم والأدب صفاً، وما اختلاف أسمائها إلا كاختلاف أسماء فرق الجند: هذه الميمنة، وتلكم القلب، وأخرى الميسرة، فحقيق علينا أن نؤازر هؤلاء الفتيان من طلاب العلم على ما تطمح إليه هممهم من وسائل السيادة، وشعوري بهذا الحق هو الذي هداني لأن أجيب دعوى حضراتكم إلى هذه الحفلة الكريمة، فسيروا أيها السادة في مشروعكم هذا على الصراط السوي، واعملوا للأمة صالحاً، ويكفيكم من وسائل العمل الصالح بصائركم الثاقبة، وأقلامكم الحرة البليغة:
ولي قلمٌ في أنملي إن هززتُه ... فما ضرّني أن لا أهزَّ المهنَّدا