للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلعت الدعوة المحمدية على الناس فصيحةَ البيان، قوية الحجة، حكيمة الأساليب، ولم تسلم -مع هذا- من طوائف يرمون أمامها أو وراءها عن قوس إلحاد وقح، أو جهل قاتم، ولولا أن الله تعالى تكفل بحفظها، وقيض لها في كل عصر أنصاراً رسخوا في فهم مقاصدها، وتصدوا للذود عن ساحتها بيقظة وحزم، لتمكن أولئك المفسدون من إخفات صوتها، وطمس معالمها.

وليست دعوة الإسلام بالدعوة التي ترشد إلى مواطن الإصلاح، ثم تترك الناس وشأنهم كما يفعل وعاظ المساجد والجمعيات، بل هي دعوة تحمل في مبادئها فرضاً على الأمة أن تقوم بتنفيذ ما تقرره من حقوق، أو تفرضه من واجبات، إذ لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له.