للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى حيث يستدرج طوائف من الناس، ويلقي بهم في عماية وخسران مبين. والمسألة خطرة، وتبعة السكوت عنها غير هينة، ومن مقتضى السداد في النظر أن نناقش أنفسنا الحساب في كل شيء، ولا نغادر صغيرة ولا كبيرة من أحوالنا الاجتماعية إلا وقفنا لسبر غورها، وتمييز طيبها من خبيثها وقوفَ البصير المخلص؛ لعلنا نشتفي من العلل التي قعدت بنا في مضجع الخمول، ونسلك الصراط السوي الذي رسمته الحكمة الإلهية لتسير فيه الأمم الرشيدة، فنكون من الفائزين.

كان السلف من الصحابة والتابعين ومن تحرى سيرتهم، يأخذون أنفسهم


= حضرة سمو باينا الحالي منذ ما جلس على عرش البلاد (١٦ ذي القعدة ١٣٤٠ هـ) يظهر اعتناء وشغفاً بتلك الطرق، وهاتيك الزوايا، بما أعاد إليها بعض الحياة، ونشطها من جديد. فهل في عزم جنابه العالي إصلاحها بما يطابق الشرع، وينفي الزغل والفساد اللذين يسودانها اليوم، ويما يرفع عن شعبه والدين الإسلامي هاته المعرة التي عدتها الصحافة الأوروبية منه؟
ذلك ما كان يجيش بخاطرنا، ونتمنى لو تقدم أهل النظر لحضرة الأمير بآرائهم الصائبة في طرق إصلاح هذا العضو، حتى يصبح عاملاً في رقي الأمة وإصلاحها. وقد وصلنا من مصر المقال الآتي، فعساه يكون فاتحة تمحيص هاته المسألة؛ حتى يكون الشعب وحكومته على بينة من الأمر، فيسعون إلى رتق الصدع بالطرق الإجرائية الناجعة. ومما يزيد في قيمة هذا المقال: أنه من قلم الشيخ الخضر الكاتب التونسي والمصلح الاجتماعي، ولا غرو؛ فإن حكماً يصدره في مثل هاته المسألة الاجتماعية رجل خبر الشعوب في سفراته، ودرس الأمم في إقاماته، واعتمدته مثل الدولة التركية ليكون الصلة بين الخطوط الحربية والفكر العام المستفز أيام الحرب الأوروبية بإسنادها إياه خطة المنشئ العربي بالوزارة الحربية العثمانية، إن مقالاً يصدر من مثله لحريٌّ بأن نهتم به، وبالاستنتاجات التي يحصحصها.