للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"سعيد يقتل في شعبان سنة خمس وتسعين للهجرة بواسط".

"الحجاج بموت بعده في شهر رمضان من تلك السنة".

مأخذ العبرة من تلك القصة:

إن المتضلع من حقائق الدين الحنيف، المستنير بعقائده، الراسخ في آدابه، لا يكبر في عينه أهل الدنيا، وإن بلغوا أعظم رياسة، ولا يروعه ما يحيط بهم من سيوف وأسنة، وإن كانوا يغمسون أيديهم في دماء الأبرياء إلى ما فوق المرافق، وكان من الميسور لسعيد أن يقول بين يدي الحجاج كلمات يستدر بها عفوه، ولكن النفس التي امتلأت بهدى الله، وأشربت حكمة القرآن المجيد، تأبى أن تطلب الحياة من طريق الذلة والخضوع لمن تدنست سمعته بارتكاب البغي والفساد في الأرض، وإذا رغبت في الحياة، فإنما ترغب فيها للازدياد من العمل الصالح، والكلم الطيب، وهل يرجى عمل صالح أو كلم طيب لنفس تقع في الملق، وتستجدي رضا المجرمين بإطرائهم، أو الانحطاط في أهوائهم؟!