للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا رُبى تَرْفُلُ في حُسْنٍ وطَيبِ ... والضَبا تَخْفِقُ بالغُصْنِ الرطيبِ (١)

هاجَ ذِكْراكِ شَذا الأُنْسِ الَّذي ... هَبَّ مِنْ أَرْدانَ واديكِ الخَصيبِ (٢)

هاجَ ذِكرى زَمَنٍ يَبْسِمُ في ... جِلقَ الْفَيْحاءِ بِالثَّغْرِ الشَّنيبِ (٣)

كَيْفَ أَسْلوهُ وَفي الْقَلْبِ لَهُ ... شَوْقُ مِهْيَارَ لِيَوْمٍ بالجَريبِ (٤)


= بل كاد من روح البيان يقول لي ... أنا جوهر فانظر إليَّ أو المس
يسلو الأديب على نزاهته به ... عن مطربه وعن شموس الأكؤس
ويكاد يغريه انسجام حديثه ... بالزهد في إستبرق أو سندس
وكأن كل صحيفة من صحفه ... ضمت غذاء الروح للمتلمس
صفحاته تسعون لذ سميرُها ... فيها مسامرة الخيال الكيس
لم أنتقد إلاعلى خطأٍ جرى ... في طبعه وخلوه من فهرس
فليحي رب يراعة في شرعها ... حتى الخيال حقوقه لم تبخس
دهر يجود لعمري محسن ... فعلام يوصم بالبخيل وبالمُسي
(١) الربى: جمع ربوة: ما ارتفع من الأرض. ترفل: تجر ذيلها، تتبخر. الصَّبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش.
(٢) أردان: جمع الزدن وهو أصل الكم.
(٣) جلق والفيحاء: من أسماء دمشق. الفيحاء: الواسعة من الدور. الشنيب: من به شَنَب؛ أي: ماء ورقة وبرد وعذوبة في الأسنان.
(٤) مهيار: مهيار بن مرزويه الديلمي (... - ٤٢٨ هـ) شاعر كبير، وكاتب فارسي الأصل من أهل بغداد، وتوفي بها، جمع بين فصاحة العرب ومعاني العجم، درس على شيخه الشريف الرضي، وأسلم على يديه بعد أن كان مجوسياً. له ديوان مطبوع من أربعة أجزاء. الجريب: اسم مكان، وهذا البيت إشارة إلى قول مهيار:
نظرة منك ويوم بالجريب ... حسب نفسي من زماني وحبيبي