للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انظرْ إلى السحب في الآفاق تكتمنا ... شمس النهار، وأرخت دونه سدفا

فمدَّ قوسُ غمامٍ بينها عنقاً ... وذكَّر الناس فضل الشمس وانصرفا

وللحشى نزعاتٌ شد ما صعدت ... إلى الحجى، فأنالت حدَّه رهفا

وله أيضاً هذان البيتان، قالهما ابن الحسين عندما كان القطار يلتوي من ربى بلدة (تارار) (١) في فرنسا وبساط مروجها السندسية. فقال:

لجَّ القطارُ بنا والنَّارُ تسحبه ... ما بين رائق أشجارٍ وأنهار

وإنَّ أعجب ما تدريه في سفرٍ ... قومٌ تُقاد إلى الجنَّات بالنَّارِ (١)

* وفاته:

وقبل وفاة الأستاذ ابن الحسين، تمنى أن لا يموت حتى يرى وطنه حراً مستقلاً، وأدرك ما تمناه، وقد رثاه رجال العلم والأدب من مصر وغيرها، ودفن بالقاهرة في الثالث من رجب الأصب عام ١٣٧٧ سبعة وسبعين وثلاث مئة وألف هجرية، ١٩٥٨ ميلادية.


= الكاتب من كتاب (الأدب الفرنسي في القرن الرابع عشر" للأستاذ زين العابدين السنوسي.
(١) لم يذهب الإمام محمد الخضر حسين إلى فرنسا، وهذان البيتان قالهما عندما دخل القطار في بساتين دمشق لأول مرة سنة ١٣٣٠ هـ. انظر: ديوانه "خواطر الحياة"، وهما:
لج القطاربنا والنار تسحبه ... ما بين رائق أشجار وأنهار
ومن عجائب ما تدريه من سفر ... قوم يقادون للجنات بالنار