تفسير القرآن وتأويل الحديث إنما هو ضرب من التعصب للدين.
فلماذا يُنفى عن الشعر المنتحل للسياسة أو القومية، أو التعصب للقبيلة، أو لغرض ديني غير الاستشهاد في علم القرآن والحديث، أن يثبت شيئاً، أو يدل على شيء؟!.
إن الشعر الذي يصطنعه عربي يحتج بكلامه لما يستشهد به في علوم اللغة، وتقرير أصولها وأحكامها، ومثل هذا: أن المؤلف سيلقي على الفرزدق تهمة اصطناع أبيات من معلقة امرئ القيس، والفرزدق ممن يصح الاستشهاد بشعره في المسائل اللغوية. فمن المعقول والمنقول صحة التمسك بمثل تلك الأبيات في تحقيق عبارة لغوية، وإن فاتها أن تدل على شيء من حياة امرئ القيس ونزعته الأدبية، بل يصح الاستشهاد بها في تفسير القرآن وتأويل الحديث؛ حيث لم تنتحل من أجل هذا الاستشهاد، وستجد مزيداً على هذا البحث حيث تدعو إليه مناسبة أخرى.