ولما فتح - صلى الله عليه وسلم - مكة المكرمة، أبى أن يدخل البيت وفيها تلك الأصنام القائمة، والصور المنقوشة على جدرانها، وأمر عمر بن الخطاب أن يخرج منها كل صنم، ويمحو كل صورة، فأخرجت الأصنام، ومحيت الصور، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - للبيت، وكبّر في نواحيه.
وفي إحدى روايات الصحيح: أنه رأى صورة إبراهيم، فدعا بماء، وجعل يمحوها، وتأويل هذه الرواية: أن هذه الصورة خفيت على من أمره بمحو الصور قبل دخوله.
ثم طاف رسول الله بالكعبة، وجعل يطعن بقضيب في يده تلك الأصنام الموضوعة حولها، ويقول:"جاء الحق وزهق الباطل، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد".
وأمر بهبل، فكسر وهو واقف، وأمر علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن يصعد إلى صنم خزاعة، وكان منصوباً فوق الكعبة، فصعد، ورمى به، وكسره.
وجاء في بعض الكتب المؤلفة في تاريخ (١) مكة: أن صورة عيسى وأمه - عليهما السلام - بقيت في الكعبة إلى أن هدمت في عهد ابن الزبير، والعقل يقف دون قبول هذا الخبر، ولا يجد له مساغًا، وكيف يبقي النبي - صلى الله عليه وسلم - صورة عيسى ومريم في الكعبة، وهو الذي ألح في محو صورة إبراهيم -عليه السلام -؟ ثم كيف يبقي هذه الصورة في بيت يستقبله المسلمون في اليوم خمس مرات، وهو الذي يشتد غضبه إذا رأى ستراً قائماً في بيته، وفيه صورة؟ وإذا نظرنا إلى أن عيسى ومريم -عليهما السلام - ممن بالغ بعض