كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

٤ - محمد رسول الله وخاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - مشاهداتي في الحجاز - ج: 3/ 1 - ص: 324

هَبَطوا "جَمْعًا" وَقدْ سادَ الدُجى ... وَحَدَوْا مِنْها المَطايا مُصْبحينْ (١)

هَلْ دَرَى المَشْعَرُ إذْ عاجُوا بِهِ ... أنَّهُمْ جُنْدُ إمامِ المُرْسَلينْ (٢)

نزلوا "خَيْفَ مِنًى" حَيْثُ رَمَوْا ... بالحَصى سَبْعاً عَلى وَجْهِ اللَّعينْ (٣)

وَأتوْا "أُمَّ الْقُرى" فاطَّوَفُوا ... ثُمَ عادوا "لمنًى" في الْعائِدينْ (٤)

رَكَعوا في مَسْجِدِ الخَيْفِ وَهَلْ ... أحْرَزوا فيهِ ثَوابَ الخاشِعينْ (٥)

وَقَضَوْا حَق "مِنىً" وارْتَحَلوا ... بَعْدَ أنْ أذنَ بالعَصْر أَذينْ (٦)

سَلْ "ثَبِيراً" ما لَهُ ظَل بها ... مُلْقِيَ الرَّحْلِ وقْد بانَ القَطينْ (٧)

أفلا يَحْمِلُ ما نحْمِلهُ ... لِرُبى طَيْبَةَ مِنْ شَوْقٍ مَكينْ

دع "ثَبيراً" قاسِيَ الْقَلْبِ فَهَلْ ... تَلْفَحُ الأشْواقُ صَخْراً فَيَلينْ

هّذِهِ مَكَّةُ ما للِشَّمْسِ في ... صُفْرَةٍ تَحْكي بِها وَجْهَ الحَزينْ

---

(١) جمع: هي المزدلفة: وسمي جمعاً؛ لاجتماع الناس فيه. الدجى: الظلمة.
(٢) المشعر: المشعر الحرام، قال الله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة: ١٩٨]، وقيل: إن المزدلفة كلها المشعر الحرام. ومعنى المشعر: معلم للعبادة.
(٣) خيف مني: سفح الجبل فيها. اللعين: إبليس.
(٤) أم القرى: من أسماء مكة المكرمة.
(٥) مسجد الخيف: مسجد في مني، وفي الحديث الشريف: "صلى في مسجد الخيف سبعون نبياً، منهم موسى"، وبه المحراب والمنبر الذي خطب عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٦) الأذين: المؤذن.
(٧) ثبير: جبل بمكة المكرمة، سمي كذلك باسم رجل من هذيل مات فيه، فعرف به، وكان فيه سوق في الجاهلية كسوق عكاظ. القطين: القاطن.