ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك، ومواساة الأخ في المال".
وقوله: "ما دخل قلب عبد شيء من الكبر إلا نقص من جمقله بقدره، أو أكثر منه". وقوله: "ليس الأخ أخًا يرعاك غنياً، ويتركك فقيراً". وقوله: "الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل، أوطناه".
ومن حكم الباقر: "اعوف المودة في قلب أخيك مما له في قلبك".
وإلى معنى هذه الحكمة يشير قول الشاعر:
سلوا عن مودات الرجال قلوبكم ... فتلك شهود لم تكن تقبل الرشا
ولا تسألوا عنها العيون فربما ... أقرت بشيء لم يكن داخل الحشا
وكان محمد الباقر يحترم الشيخين أبا بكر وعمر، ويعترف بإمامتهما.
قال سالم أبو حفصة: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر، فقال لي: يا سالم! تولهما، وأبرأ من عدوهما؛ فإنهما كانا إمامي هدى.
وروى عنه أنه قال: ما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما.
وروى عنه أنه قال: من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر، فقد جهل السنة.
وتوفى الباقر سنة ١١٣ - رحمه الله - بالحميمة، وهي قرية بصقع الشام في طريق المدينة، ونقل إلى المدينة، ودفنه بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه زين العابدين، وعم أبيه الحسن بن علي.
ومحمد الباقر هو الإمام الخامس من الأئمة الاثني عشر الذين هم موضع عقيدة الشيعة الإمامية، وبهذا سمو: الاثني عشرية، وهؤلاء الأئمة هم علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعلي زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن العسكري،