للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أغمد السيف ومد العنقا ... للسلامْ (١)

فأراه الصقر عزماً ذلقا ... لا ينامْ

أحرز ابنَيْهِ ليأبى الرهقا ... في الذِّمام (٢)

كان في الناس زعيماً فاحتبى باعتزال

لم يطق - كالطفل - صبراً إذ نبا ... عن فصال

* * *

تبَّ ليل شدَّ فيه المئزرا ... لانتقام (٣)

وامتطى رأيا عقيماً أغبرا ... كالجَهَام

ليته ما انسلَّ ليلاً وانبرى ... في احتدام (٤)

في مغاني آل هود وثبا ... للصيالِ

هزَّ جِذعَ الأمن ألقى الطُّنبا ... في اختلالِ


(١) لما حاصر عبد الرحمن مدينة غرناطة، وهي آخر ما التجأ إليه يوسف الفهري، اضطر يوسف إلى الصلح، فصالحه على شروط، منها: وضع ابنيه عند عبد الرحمن رهن إخلاصه الدائم.
(٢) أحرز ابنيه: أي: أخذ عبد الرحمن ابني يوسف رهينتين ليضمن وفاء أبيهما بعهد الصلح، والرهق من معانيه: الظلم والكذب، يريد: الغدر ونقض الميثاق.
(٣) لم تطل ليوسف حياة الراحة، فنقض العهد سنة ١٤١ بعشرين ألفاً من البربر، فالتحق بطليطلة، إلا أن عبد الرحمن قام له حتى جيء إليه برأسه.
(٤) انسلّ: انطلق في الخفاء. والاحتدام: اشتداد الغيظ. يقال: احتدم صدره غيظاً، وتحدم؛ أي: تغيظ.