في الواقع: رجوع أحكامه بعد الاستقراء إلى أربعة فصول: "الضرر يزال"، و"المشقة تجلب التيسير"، و"الأعمال بمقاصدها"، واالعادة محكمة".
تناول الدين بنصوصه وأصوله نواحي الإصلاح أينما كانت، وليس من شك في أن اتباع الناس لهدايته أقرب، وسيرهم على ما يرسمه من الخطط أيسر، فإذا نحن دعونا إلى الإصلاح بحكمته، وذكرناهم بموعظته، أمِنّا ما يزِلُّ فيه الدعاة من عثرات، وكفينا ما يواجهون به من إعراض وعصيان.
ذلك دين الله، لا يدعو إلا إلى الخير، ولا ينهى إلا عن سوء، وقد أنصف الفيلسوف أبو العلاء المعري حين قال في لزومياته:
دعاكم إلى خير الأمور محمدٌ ... وليس العوالي في القنا كالسوافِلِ
حداكم على تعظيم من خلق الضحى ... وشهب الدجى من طالعات وآفلِ
وألزمكم ما ليس يُعجز حملُه ... أخا الضعف من فرض له ونوافلِ
وحثَّ على تطهير جسم وملبسٍ ... وعاقب في قذف النساء الغوافلِ