للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجّه - صلى الله عليه وسلم - الدعوة إلى تلك الأمم بدعوة ملوكها، فكان هذا من دلائل أنه مأمور بإبلاغهم الدعوة كما أبلغها العرب، فلم يتردد أصحابه - رضي الله عنه - في قصدهم لبثِّ الدعوة بين الأمم ما أمكنهم، وكان من أبي بكر الصديق بعد أن أطفأ فتنة المرتدين ومانعي الزكاة في البلاد العربية أن وجه نظره إلى نشر الإسلام في العراق والشام على طريق الفتح، وجاء عمر بن الخطاب، فأتم فتح الشام، ثم فتح الفرس ومصر وطرابلس الغرب، وجاء عثمان بن عفان، فاتم فتح الفرس، وفتح أرمينية والقوقاز.

وفي عهد بني أمية فتحت تونس والجزائر والمغرب الأقصى وبلاد الأندلس، وانتشر الإسلام في الهند على يد فاتحها السلطان محمود بن سبكتكين، ثم المغول الذين أسسوا فيها الدولة المغولية.

ووصل الإسلام إلى الصين منذ عهد قديم (١) على أيدي الدعاة من التجار والمهاجرين الذين يرحلون إلى تلك البلاد بحراً من طريق الهند، أو براً من طريق ما وراء النهر، ودخل جزائر سو مطرة، وجاوة منذ عهد بعيد على أيدي الدعاة أيضاً من التجار الوافدين عليها (٢)، ووصل إلى جزائر سرنديب "سيلان"، وجزائر الفلبين، وسيام، وأستراليا، والبرازيل، وبلاد أخرى من أميركة.


=النجاشي، وليس بالنجاشي الذي صلى عليه؛ أي: صلاة الغائب. انظر: "زاد المعاد" لابن القيم.
(١) من مؤرخي الصين من يقول: إن أول وفد من المسلمين دخل الصين كان في عهد الخليفة عثمان - رضي الله عنه -.
(٢) من الكاتبين من ذهب إلى أنه دخل جاوة بدعوة تجار من الفرس، ومنهم من ذهب إلى أنه دخل بدعوة الحضارمة من العرب.