- يحيى بن أكثمَّ: هو غم يا أمير المؤمنين لما حدث في الإِسلام.
- المأمون: وما حدث في الإِسلام؟
- يحيى بن أكثم: النداء بتحليل الزنا.
- المأمون: الزنا؟
- يحيى بن أكثم: نعم: المتعة زنا.
- المأمون: ومن أين قلت هذا؟!
- يحيى بن أكثم: قلت هذا من كتاب الله، وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: ١ - ٦]. يا أمير المؤمنين: زوجة المتعة ملك اليمين؟
- المأمون: لا.
- يحيى بن أكثم: أهي الزوجة التي عند الله ترث وتورث، وتلحق الولد، ولها شرائطها؟
- المأمون: لا.
- يحيى بن أكثم: فقد صار الناكح نكاح المتعة متجاوزاً ملك اليمين والزوجية اللذين أحلتهما الآية، فهو من العادين. وهذا الزهري- يا أمير المؤمنين- روى عن عبد الله والحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها بعد أن كان قد أذن فيها.
- المأمون يلتفت إلى محمد بن المنصور وأبي العيناء، ويقول: أمحفوظ