رويد بني شيبان بعض وعيدكم ... تلاقوا غداً خيلي على سَفوَان
تلاقوا جيادًا لا تحيد عن الوغى ... إذا ما غدت في المأزق المتدانى
عليها الكماة الغر من آل مازنٍ ... ليوث طعان عندكل طعان
تلاقوهم فتعرفوا كيف صبرهم ... على ما جنت فيهم يد الحدثان
مقاديم وصَّالون في الروع خطوهم ... بكل رقيق الشفرتين يمان
إذا استنُجدوا لم يسألوا من دعاهم ... لأية حرب أم بأيّ مكان
هذه الأبيات إيذان بالحرب، افتتحها الشاعر بشيء من التهكم، فقال:"رويد بني شيبان بعض وعيدكم"، وإنما كان طلبه الكف عن بعض وعيدهم تهكماً؛ لأن هذا الطلب شأنه أن يصدر ممن يعتقد قدرتهم على تنفيذ كل ما يوعدون به، وبعد أن تظاهر بإكبارهم، والرهبة من وعيدهم على وجه التهكم، فاجأهم بإنذار بليغ هو: لقاؤهم فرسان قومه بالمكان المسمى "سفوان"، فقال:"تلاقوا غداً خيلي على سفوان".
ثم وصف هذه الخيل بأنها متدربة على الحروب، غير هيابة من مضائقها، فقال:
تلاقوا جياداً لا تحيد عن الوغى ... إذا ما غدت في المأزق المتداني
وليست الخيل كافلة للنصر إلا أن تكون أعتتها في أكفّ رجال لا يلوون جباههم عن طعان، لذلك أردف هذا البيت بقوله:
عليها الكماة الغُرّ من آل مازن ... ليوث طعان عند كل طعان
وفي وصفهم بالغر إيماء إلى شاهد من شواهد قوة الجأش، وهو طلاقة الوجه، ووضاءته عند لقاء الأقران، وقال:"عند كل طعان"؛ ليدل على أن